Mengenai Saya

Foto saya
Science without religion is blind and Religion without science is lame

Rabu, 15 Februari 2012

> Qiroah ( Bacaan )

زينب ومريم صديقتان
زينب ومريم صديقتان، تتشابهان في أشياء كثيرة. فهما تسكنان في حي واحد، وتدرسان في جامعة واحدة، ولكنهما تختلفان في أمر آخر. فزينب نحيفة جدا، ومريم سمينة جدا. تريد زينب أن تكون سمينة، ولكنها لا تستطيع، وتريد مريم أن تكون نحيفة، ولكنها لا تستطيع.
زينب تفكر كثيرا في هذه المشكلة، ماذا تفعل؟ وزنها الآن خمسة وخمسون كيلا. كيف تزيد وزنها؟ يحب أن يصل وزنها إلى سبعين كيلا. حاولت زينب، وحاولت، ولكنها لم تنجح.
أخذت زينب تتناول كثيرا من الطعام، تأكل اللحم والخبز والبيض والأرز والجبن والعسل والحلوى والمربى، وتشرب الحليب، وعصير الفواكه. لم تمارس زينب الرياضة، ورغم ذلك ظلت نحيفة. ماذا تفعل؟ أكلت كثيرا، وشربت كثيرا، ولكنها ظلت نحيفة.
تختلف مشكلة مريم عن مشكلة زينب. فمريم سمينة جدا، وتريد أن تكون نحيفة. وزنها الآن تسعون كيلا، كيف ينقص وزنها؟ يجب أن يصل وزنها إلى سبعين كيلا. تركت مريم السكريات والنشويات، ومارست الرياضة شهرا، لم تستطع مريم، فهي تحب الأكل. أخذت مريم تأكل كثيرا، فزاد وزنها، ولم ينقص.

مرحلة الشباب
مرحلة الشباب أهم مرحلة في حياة الإنسان، وأغلى ثروة عند الأمة. ومرحلة الشباب هي مرحلة العطاء والعمل. والإنسان الذي لا يعطي في شبابه، قلما يعطي في بقية عمره. وكان كثير من أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الشباب، وقد ولاهم مسؤوليات كبيرة؛ حيث ولى كثيرا منهم قيادة الجيش، وفيه شيوخ المهاجرين والأنصار؛ فقد ولى زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن أبي رواحة، قيادة الجيش في غزوة مؤتة، كما ولى أسامة بن زيد قيادة الجيش الإسلامي، لغزو الروم، وعمره ثماني عشرة سنة، وأرسل معاذ بن جبل قاضيا إلى اليمن، وهو في مرحلة الشباب.
تحتاج الأمة إلى الشاب القوي الجاد، الذي يعطي أكثر مما يأخذ، ولا تحتاج إلى الشاب الكسلان، الذي يهتم بطعامه ومظهره فقط، ولا يحب العمل والعطاء. وكما تحتاج الأمة إلى قوة الشباب، تحتاج إلى خبرة الشيوخ، حتى تتقدم البلاد. وتخطئ الأمة إذا اعتمدت على قوة الشباب وحدهم، وأهملت خبرات الشيوخ. وهذا يعني أن تكون هناك علاقة طيبة بين جميع أفراد المجتمع، كبارا وصغارا، رجالا ونساء، حتى تصل الأمة إلى ما تريد.
نظافة البيئة
النظافة نوعان؛ نظافة خاصة، ونظافة عامة. فالنظافة الخاصة نظافة جسم الإنسان وثوبه وطعامه وبيئته. أما النظافة العامة، فنظافة الأماكن العامة، كالشوارع والحدائق. وتقع مسؤولية النظافة الخاصة على الأفراد. أما مسؤولية النظافة العامة، فتقع على الأفراد والحكومات.
يقاس تقدم الدول - اليوم - بالنظافة، فإذا كانت الدولة وسكانها يهتمون بالنظافة، فهي دولة متحضرة، وإذا كانت الدولة وسكانها لا يهتمون بالنظافة، فهي دولة متخلفة. وهناك دول مشهورة في العالم بالنظافة، وهي قليلة مثل ماليزيا وسنغافورة. وهناك دول أخرى مشهورة بالقذارة، وهي كثيرة.
تنفق بعض الدول أموالا كثيرة على النظافة، ونشاهد - الآن - في كل مدينة عمال النظافة، يجوبون الشوارع، يحملون حاويات النظافة، ويضعونها في سارات خاصة، تحملها خارج المدينة؛ لتحرق. ويشارك المواطن الدولة الاهتمام بالنظافة، حيث يضع النفايات الخاصة ببيته، والتي يجدها في الشوارع والحدائق في الحاويات، وهذا ما دعا إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في قوله: (إماطة الأذى عن الطريق صدقة).
التعليم بين الماضي والحاضر
هناك اختلافات كثيرة، بين التعليم في الماضي، والتعليم في الحاضر. ومن تلك الاختلافات، أن فرص التعليم، كانت قليلة في الماضي، حيث كان يلتحق بالمدارس طلاب قليلون، هم - في الغالب - أبناء الأغنياء وسكان المدن. أما اليوم، فقد أصبح التعليم حقا لكل مواطن. فكثر عدد الطلاب، وانتشرت المدارس في كل مكان، وشاع القول: "التعليم كالماء والهواء".
كان طلاب العلم - في الماضي - يسافرون من بلد إلى بلد، لطلب العلم، وكانوا يواجهون في سفرهم كثيرا من التعب؛ فكانوا يركبون الجمال أياما وأشهرا. أما ليوم، فالمدارس والجامعات كثيرة، في كل مدينة وقرية تقريبا، حيث يذهب الطالب إلى مدرسته، أو جامعته بالسيارة، أو سيرا على الأقدام. ومن ناحية أخرى، يستطيع الطالب أن يتعلم، وهو في بيته عن طريق الشبكة الدولية.
من الاختلافات أيضا، أن المعلم كان لا يطلب أجرا على عمله في الماضي؛ لأنه كان يطلب الأجر من الله. وكان هدف الطالب طلب العلم. أما اليوم، فقد اختلف الأمر، فالمعلم يطلب كثيرا من الأجر، والطالب يفكر في الشهادة قبل العلم؛ لأنها وسيلة إلى العمل.
أنواع الترويح
يمارس الناس بعض الأنشطة، للترويح عن النفس. ويطلب الناس الترويح بعد عناء العمل، أو الدراسة. فالعامل الذي يعمل كثيرًا، يحتاج إلى الترويح، والطالب الذي يدرس كثيرًا، يحتاج إلى الترويح. والترويح مفيد للعقل والجسم. وليس الهدف من الترويح قتل الوقت، وإنما الهدف قضاء الوقت في أنشطة مفيدة.
للترويح صور كثيرة منها: القراءة، وممارسة الرياضة، والسفر، وقضاء الوقت في الحديقة، أو على االشاطئ، وألعاب الحاسوب، وإقامة المخيمات، وصيد السمك، وزيارة المتاحف.
يفضل كثير من الناس القراءة، ففيها فائدة ومتعة. فالإنسان يروح عن نفسه بقراءة القصص والشعر والكتب المفيدة. ومن الترويح المفيد ممارسة الرياضة، لأن الإسلام يدعو إلى القوة. قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير". وكان المسلمون يمارسون الرياضة. قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل".
التخييم
يفضل كثير من الناس الترويح خارج البيوت، حيث يقضون الوقت في مخيمات. ويختلف الوقت الذي يقضيه الناس في المخيمات، فقد يكون ليلة واحدة، وقد يكون عدة أسابيع. ويختلف المكان، فقد يكون على شاطئ البحر، أو في البر، أو في الغابة، أو في الصحراء، أو بين الجبال، حيث الهواء النقي.
يخرج الناس أيام العطلة إلى البر، وينصبون في مكان الترويح الخيام، ويحملون معهم الطعام والشراب، ووسائل الترويح. ويفضل فريق من الناس أن يكون قريبا من شاطئ البحر، حيث يمارسون السباحة، وأنواع الرياضة الأخرى، ويصطادون السمك. ويفضل بعض الناس مشاهدة الطيور، أو التصوير، أو المشي.
يحمل الناس معهم إلى البر خياما، وملابس، وكثيرا من الطعام. وبعض الناس يعدون الطعام في بيوتهم، ويضعونه في أوان. وهناك من يفضل إعداد الطعام في المخيمات. ويحمل الناس معهم الماء، إذا لم يكن في المكان ماء.
الأسرة بين الماضي والحاضر
يختلف نظام الأسرة الآن عن نظام الأسرة في الماضي، ولهذا الاختلاف صور كثيرة، منها: اختفاء الأسرة الكبيرة في كثير من المجتمعات. كانت الأسرة الكبيرة تسكن في بيت واحد كبير، يضم جميع أفرادها. اختفت الأسرة الكبيرة، وظهرت الأسرة الصغيرة، التي تضم الزوج والزوجة والولد أو الولدين.
من صور الاختلاف، ضعف العلاقة بين أفراد الأسرة، فقد أصبح الآباء يقضون معظم الوقت في أماكن العمل، ولا يرون أطفالهم إلا قليلا، لأنهم يخرجون في الصباح، ويتركونهم نائمين، ويرجعون في الليل، ويجدونهم نائمين. ومن ناحية أخرى، يغادر الأولاد البيت في الصباح إلى المدرسة، ويرجعون في المساء، فتبقى الأم في البيت وحدها معظم الوقت.
من صور الاختلاف أيضا، خروج بعض النساء من البيت إلى العمل. وكانت المرأة - في الماضي - لا تخرج من بيتها إلا عند الضرورة، أما اليوم، فقد تغادر الزوجة بيتها في الصباح، ولا ترجع إليه إلا في المساء، وعندما ترجع تكون متعبة، فلا تقوم بعمل البيت من نظافة وإعداد للطعام، ولا تجد وقتا لتجلس مع أطفالها أو زوجها، للحديث في أمور الأولاد والبيت.
عمل المرأة
هل تعمل المرأة خارج بيتها، أم لا تعمل؟ يختلف الناس في الإجابة عن هذا السؤال إلى ثلاث فرق؛ فريق يقول: نعم، يجب أن تعمل المرأة خارج بيتها، مثل الرجل؛ وفريق آخر يقول: لا يصح أن تعمل المرأة خارج بيتها؛ وفريق ثالي يقول: تعمل المرأة خارج بيتها، ولكن بشرط.
يقول القريق الأول: إن المرأة نصف المجتمع، ولا يصح أن تجلس في بيتها؛ تغسل الملابس، وتعد الطعام، وتنظف البيت، وتربي الأولاد، وهي عندهم جزء من الاقتصاد، تعمل وتأخذ أجر عملها.
ويرى الفريق الثاني، أن وظيفة المرأة الأساسية أن تكون في البيت، حيث تديره، وتربي أولادها. ويرى هذا الفريق أن الراتب الذي تأخذه المرأة من عملها، تعطيه للخادمة التي تفسد الأولاد، ولا تصلحهم. ويقول هذا الفريق: إن خروج المرأة من البيت، يؤدي إلى تفكك الأسرة، وضياع الأولاد.
أما الفريق الثالث، فيرى أن العمل حق للمرأة، فتعمل عملها الأساسي في بيتها، ولها أن تعمل خارج بيتها، بشرط أن تعمل في المجالات التي تناسبها، وتحفظ أخلاقها، وتبعدها عن مخالطة الرجال، كالعمل في المجال الطبي؛ فتعمل طبيبة، أو ممرضة، أو في المجال التعليمي؛ فتعمل معلمة، أو مربية،أو غير ذلك في مجتمع نسائي.
هل تحدث مشكلات بين الزوجين؟
في الحياة الزوجية خير كثير للزوج وللزوجة وللأولاد. ومع ذلك تظهر - أحيانا - بعض المشكلات في حياة الزوجين. علينا أن نعرف هذه الحقيقة قبل الزواج. نعم، قد تحدث خلافات بين الزوجين، وليست هذه هي المشكلة، وإنما المشكلة أن نعجز عن حل تلك المشكلات.
يعتقد كثير من الشباب أن الحياة الزوجية بلا مشكلات، فإذا قابلوا مشكلة ثاروا، وفكروا في الطلاق. على الشاب أن نعرفوا أن الحياة الزوجية رحلة طويلة، وأن السبيل إلى النجاح في الحياة الزوجية، هو الحوار.
لماذا تحدث مشكلات بين الزوجين، من وقت لآخر؟ يعود السبب إلى وجود اختلافات كثيرة بين شخصية الرجل، وشخصية المرأة. وتظهر هذه الاختلافات بعد مرحلة الطفولة، وتزيد في مرحلة الشباب، فالرجل يحب أشياء لا تحبها المرأة، والمرأة تحب أشياء لا يحبها الرجل.
وعندما تظهر المشكلات في الحياة الزوجية، يأخذ الزوجان في الشكوى. يشكو الزوج فيقول: زوجتي لا تستمع إلي، وتتكلم مع صديقاتها في الهاتف كثيرا، وتذهب إلى السوق كثيرا، وتشتري أشياء لا نحتاج إليها. وتشكو الزوجة فتقول: زوجي يتكلم طول الوقت في السياسة والرياضة، ويقضي وقتا طويلا خارج البيت، وعندما يكون في البيت يقضي الوقت في قراءة الصحف والمجلات، أو مع الحاسوب.
من مشكلات الشباب
يواجه الشباب مشكلات كثيرة في هذا العصر، ومن ذلك مشكلة الغزو الثقافي، الذي يأتي في صور كثيرة، مثل: محاربة اللغة والثقافة، وفرض لغات وثقافات أجنبية محلها، كالدعوة التي نادت بترك اللغة العربية، واستعمال اللهجات المحلية، لتمزيق الأمة، وفصلها عن تراثها، أو كالدعوة إلى تدريس العلوم في الجامعات العربية باللغات الأجنبية. وقد تأثر بعض الشباب بهذه الدعوات، فأخذ يقلد أصحاب اللغات والثقافات الأجنبية في كلامهم، وسلوكهم.
يشعر الشباب - أحيانا - بالتناقض بين ما تعلمه في بيته ومدرسته ومجتمعه من أخلاق، وبين ما يبث في وسائل الإعلام من أخلاق تخالف أخلاق مجتمعه ودينه. وكثيرا ما تنجح تلك الوسائل في التأثير في بعض الشباب، ولعل هذا سبب انتشار المخدرات والجريمة بصورها المختلفة في بعض المجتمعات.
يشكو الشباب من أن المجتمع، لا يهتم بهم كثيرا، ويقولون إن فرص التعليم العالي أصبحت قليلة، وإن الشاب بعد أن يتخرج في الجامعة، لا يجد العمل الناسب، ويرى أن الزواج يكلف كثيرا من المال. ولا شك أن الشباب على حق في كثير مما يقولون. وعلى المجتمع أن يعمل على حل مشكلات الشباب؛ حتى يشاركوا في عملية البناء.
حقيقة الإسلام
الإسلام دين التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، الذي بعث الله به الرسل جميعا، وألهم نوح - عليه السلام - وآخرهم محمد - صلى الله عليه وسلم -. قال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام). والإسلام هو الدين الباقي الذي نسخ جميع الرسالات قبله. قال الله تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه). وهو صالح لكل زمان ومكان. وهو دين عام لجميع البشر؛ لذا فقد تكفل الله تعالى بحفظه. قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
والمسلم لا يؤمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وحده، وإنما يؤمن كذلك بجميع الرسل، الذين سبقوه. قال تعالى: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون).
والإسلام يدعو إلى رفع الظلم عن الأفراد والمجتمعات؛ لذا فقد انقادت إليه الشعوب رغبة لا رهبة، فوجدت فيه المساواة بين الناس جميعا، وإن اختلفت ألوانهم، ولغاتهم، وبيئاتهم. قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - (كلكم لآدم وآدم من تراب. لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى).
الإسلام والطهارة
دعا الإسلام إلى النظافة والطهارة. قال تعالى: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين). وقال صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان). وأنزل الله الماء من السماء؛ ليتطهر به الإنسان. قال تعالى: (وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به). وحث الإسلام المسلم على نظافة جسده وملبسه ومسكنه، والبيئة التي يعيش فيها.
يتوضأ المسلم في اليوم خمس مرات للصلاة. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يقبل الله صلاة بغير طهور). كما يتوضأ لأداء عبادات أخرى، مثل: قراءة القرآن، والطواف حول البيت. وعند الوضوء يغسل الإنسان وجهه، ويديه، ورجليه. قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين). إن الوضوء نظافة مستمرة للجسم، يتكرر في اليوم كثيرا؛ فيزيل الأوساخ.
لا يكتفي المسلم بالوضوء وحده، بل يضيف إلى ذلك الغسل؛ لنظافة الجسم كله. ويغتسل المسلم من الجنابة، ولصلاة الجمعة، لصلاة العيدين. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم وتغتسل المرأة إذا طهرت من الحيض ومن النفاس.
ويهتم المسلم بنظافة ثوبه، كما يهتم بنظافة جسمه. قال تعالى: (وثيابك فطهر).
مراحل التعليم
للتعليم مراحل مختلفة، يمر بها الطالب خلال دراسته، فإذا أنهى مرحلة تعليمية، انتقل إلى المرحلة التي بعدها. وتتكون مراحل التعليم في كثير من الدول العربية من أربع مراحل؛ هي: المرحلة الابتدائية، فالمرحلة المتوسطة، فالمرحلة الثانوية، ثم المرحلة الجامعية. وفي بعض البلاد العربية، يلتحق التلاميذ قبل المدرسة الابتدائية بالحضانة، فالروضة، ثم التمهيدي.
يلتحق التلاميذ بالمدرسة الابتدائية - عادة - في السادسة من أعمارهم. وتبلغ سنوات الدراسة في المرحلة الابتدائية ست سنوات. وتبلغ سنوات الدراسة في المرحلة المتوسطة ثلاث سنوات، وكذلك في المرحلة الثانوية. أما المرحلة الجامعية، فتتراوح بين أربع وست سنوات.
بعد أن ينهي الطالب المرحلة الثانوية، يلتحق بالجامعات، أو المعاهد، إذا حصل على تقدير طيب. وبعد أن يحصل الطالب على الشهادة الجامعية بتقدير جيد جدًا أو ممتاز، يلتحق بالدراسات العليا؛ للحصول على شهادة الماجستير، ثم شهادة الدكتوراه.
من ناحية أخرى، في البلاد العربية نوعان من التعليم، هما: التعليم الحكومي، وتشرف عليه الدولة؛ فتبنى المدارس ، وتوفر الكتب والمدرسين، والتعليم الأهلي، وتشرف عليه بعض الجمعيات والأفراد.
من مدن العالم الكبرى
طوكيو عاصمة اليابان، ويبلغ عدد سكانها نحو 10 ملايين شخص. في طوكيو مقر الإمبراطور والحكومة، وفيها المصارف والشركات. وتكثر في طوكيو العمارات العالية. وقد أنشئت مدينة طوكيو سنة 1475م. تواجه طوكيو مشكلات كثيرة، مثل: الازدحام، والتلوث، والزلازل.
القاهرة عاصمة مصر، وأكبر مدنها، تقع على نهر النيل، يبلغ عدد سكانها نحو ثمانية ملايين شخص. في مدينة القاهرة كثيرة من الآثار، والمكتبات العامة، تشتهر بأنها مدينة الماذن، لكثرة مساجدها، ومن تلك المساجد: مسجد عمرو بن العاص، ومسجد أحمد بن طولون، ومسجد السلطان حسن، ومسجد محمد علي، ومسجد الأزهر، وقد أصبح الآن جامعة إسلامية كبيرة، يدرس فيها اللغة العربية والعلوم الإسلامية طلاب من كل دول العالم.
نيويورك أكبر مدينة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويوجد فيها مقر الأمم المتحدة، والمصارف والشركات. يبلغ عدد سكان نيويورك نحو سبعة ملايين شخص، وقد هاجر إليها الناس من كل دول العالم للعمل، وطلب العلم. تكثر في نيويورك ناطحات السحاب. وتواجه المدينة مشكلات كثيرة مثل: الفقر والجريمة والمخدرات.
لماذا يفضل بعض الناس الحياة في المدن الكبيرة؟
يعيش في المدن الكبيرة، مثل: كوكيو، ولندن، ونيويورك، والقاهرة ملايين الناس. ويواجه سكان المدن الكبيرة مشكلات كبيرة، مثل: التلوث والجريمة والازدحام. وبالرغم من هذه المشكلات، يفضل كثير من الناس الحياة في المدن الكبيرة، لأن فيها المصانع والشركات والجامعات والمكتبات والأسواق والمستشفيات، وأماكن الترويح.
يزداد سكان المدن كل يوم، لأن سكان الريف يهاجرون إليها، للعمل في المصانع والشركات، ويتركون العمل في الزراعة والرعي. فتزداد مشكلات المدن. وقد أدركت بعض الدول هذه المشكلاة، مشكلة الهجرة من الريف إلى المدينة، فبنت مصانع كثيرة في الريف، فرجع كثير من الناس للعمل في الريف، والحياة فيه.
في القرن التاسع عشر الميلادي، كان يسكن المدن نحو 2،5 % من سكان العالم، ثم وصلت النسبة إلى نحو 40 % سنة 1980م، ووصلت إلى 50 % سنة 2000م. وبلغ عدد سكان العالم في سنة 2000م ستة مليارات، يعيش أكثر من مليار منهم في مدن، في دول العالم الثالث. وسيبلغ سكان العالم أكثر من ثمانية مليارات شخص سنة 2025م - إن شاء الله - وسيصل سكان العالم الثالث منهم إلى أربعة مليارات شخص.
دول الشمال ودول الجنوب

أصبح العالم – اليوم – قرية صغيرة، بسبب وسائل النقل الحديثة، ووسائل الاتصال الحديثة. كيف يعيش سكان هذه القرية الصغيرة؟ إنني أدعوك يا صاحبي لزيارة هذه القرية الصغيرة. هيا نتجول فيها، وننظر كيف يعيش سكانها. سأصحبك معي في طائرتي. إنني أملك طائرة سريعة، أسرع من الصوت. تفضل يا صاحبي، اركب الطائرة، وهيا بنا ننطلق.

نحن نطير الآن فوق دول الشمال. انظر إلى هذه الدول، إنها دول غنية، نملك القوة والعلم والمال. انظر إلى الناس، إنهم أغنياء في هذه الدول، يلبسون أجمل الثياب، وهم أصحاء، ويعيشون في بيوت جميلة. ما أكثر المدارس والجامعات والمستشفيات والمصانع والمزارع هنا! إنهم يعيشون في أمن ورخاء.

هيا نزور الجانب الآخر من العالم. هذه دول الجنوب. إنها دول فقيرة، لا تملك القوة ولا العلم ولا المال. انظر إلى هؤلاء الناس، إنهم فقراء يلبسون ثيابًا بسيطة، ويعيشون في بيوت صغيرة، ومعظمهم مرضى. ما أقل المدارس والجامعات والمستشفيات والمصانع والمزارع هنا! لماذا يتقاتل الناس في هذه البلاد؟ ولماذا ينتشر الفقر والمرض والجهل هنا؟ يا لها من حياة!

هل رأيت يا صاحبي هذه القرية الصغيرة؟! يعيش نصف سكانها في رخاء، ويعيش النصف الآخر في فقر وحرب. لماذا لا يعيش جميع سكان القرية في رخاء وأمن؟ هل سيحدث ذلك في يوم من الأيام؟! الله أعلم.
العربية لغة عالمية

كانت اللغة العربية لغة عالمية في العصر العباسي، الذي ازدهرت فيه الحضارة الإسلامية، وكانت العربية لغة تلك الحضارة التي ترجمت إليها الكتب من اليونانية والفارسية، وألف بها العلماء في الطب، والهندسة، والرياضايات، والعلوم، وغير ذلك. وحملت اللغة العربية تلك العلوم إلى أوروبا، فكانت أساس الحضارة الغربية الحديثة.
مرت بالعرب - بعد ذلك - عصور من الضعف، ابتعدوا فيها عن دينهم، وهجروا اللغة العربية الفصيحة، واستعملوا اللهجات، ثم جاء الاستعمار، فحارب الثقافة الإسلامية، واللغة العربية الفصيحة، وشجع اللهجات، فكانت هناك لهجة مصرية، وأخرى مغربية، وثالثة سورية، وهكذا... وقد أدى هذا إلى تفرق العرب، وبعد بعضهم عن بعض؛ بحيث إذا سافر العربي من بلده إلى بلد عربي آخر، وجد بعض الصعوبة في الاتصال بأهل ذلك البلد إذا تحدثوا بلهجاتهم، ولا يتحقق الاتصال التام بينه وبينهم، إلا إذا كان الحديث باللغة العربية الفصيحة.
اختلف الأمر اليوم، فضعفت اللهجات، وقويت اللغة العربية الفصيحة؛ بسبب التعليم ووسائل الاتصال الحديثة. وأصبحت العربية لغة عالمية مرة ثانية، كالإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية. فهي إحدى اللغات الرسمية في هيئة الأمم المتحدة، وهي اللغة السادسة في العالم، يتحدث بها أكثر من 200 مليون عربي، ويؤدي العبادات بها أكثر من مليار مسلم.
عمل خير من مسالة
العمل نعمة من نعم الله، ولا يعرف هذه النعمة، إلا من فقدها بسبب مرض، أو غيره. ومع ذلك فبعض الناس لا يحبون العمل، ويعتمدون على غيرهم، أو يتسولون في الطرق. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده" وقال: "لأن يأخذ أحدكم حبله، ثم يغدو إلى الجبل، فيحتطب، فيبيع، فيأكل، ويتصدق خير له من أن يسأل الناس".
ذهب رجل فقير إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسأله شيئًا، فقال له الرسول – صلى الله عليه وسلم – : هل في بيتك شيء؟ قال الأعرابي: نعم، قصعة (إناء) نأكل فيها ونشرب منها ونتطهر، وحلس (فراش) نجلس عليها، ولا شيء غير هذا. فقال له الرسول – صلى الله عليه وسلم – : ائتني بهما، فأتاه بهما، فأمسكهما بين يديه، وقال لأصحابه: من يشتري هذين؟ فقام رجل، فقال: أنا أشتريهما بدرهم، فقال: من يزد على درهم؟ فقام رجل آخر، وقال: أنا أشتريهما بدرهمين، فدفعهما إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – الذي سلمهما إلى الأعرابي قائلا: اشتر بأحدهما طعامًا، واذهب به إلى أهلك، واشتر بالآخر قدومًا وائتني به. فأتاه بالقدوم، فوضع فيه عودًا بيده، وقال للأعرابي: اذهب واحتطب وبع، ولا أراك خمسة عشر يومًا. وبعد انتهاء هذه المدة، رجع إليه الأعرابي وقد اشترى ثيابًا وطعامًا، فقال له الرسول – صلى الله عليه وسلم – : أليس هذا خيرًا لك من أن تسأل الناس أعطوك أو منعوك؟
أنواع الجوائز

تمنح كثر من الدول جوائز كثيرة للمبدعين. والهدف من تلك الجوائز خدمة العلوم والآداب وغيرها. وهي تمنح للأشخاص المبدعين في تلك المجالات. وتكون الجائزة – في الغالب – مكافأة مالية، تختلف قيمتها من بلد إلى بلد. فقد تبلغ مئات الدولارات في بعض البلاد، وقد تصل إلى مليون دولار في بلاد أخرى. وقد يصحب المكافأة المالية: درع، أو شهادة، أو غير ذلك.

تنقسم الجوائز إلى قسمين: جوائز محلية، وجوائز عالمية. والجوائز المحلية، هي التي تمنحها الدولة لأبنائها، الذين يخدمون العلم والثقافة في بلدهم. ومن ذلك جوائز الدولة التقديرية، وجوائز الدولة التشجيعية. وتمنح هذه الجوائز في كثير من البلاد العربية، كل سنة، وتكون لجان، لاختيار الذين يمنحون تلك الجوائز.

أما الجوائز العالمية، فتمنحها هيئات عالمية للأشخاص الذين يخدمون الإنسانية في جميع أنحاء العالم، في مجالات العلوم والآداب وغيرها. ومن الجوائز العالمية المشهورة؛ جوائز الملك فيصل العالمية، التي تمنحها مؤسسة الملك فيصل الخيرية، بالمملكة العربية السعودية. وهناك جوائز نوبل العالمية. وتكون كل مؤسسة، أو هيئة لجاناًا، وتضع شروطًا؛ لمنح جوائزها.
أنواع الجوائز

تمنح كثر من الدول جوائز كثيرة للمبدعين. والهدف من تلك الجوائز خدمة العلوم والآداب وغيرها. وهي تمنح للأشخاص المبدعين في تلك المجالات. وتكون الجائزة – في الغالب – مكافأة مالية، تختلف قيمتها من بلد إلى بلد. فقد تبلغ مئات الدولارات في بعض البلاد، وقد تصل إلى مليون دولار في بلاد أخرى. وقد يصحب المكافأة المالية: درع، أو شهادة، أو غير ذلك.

تنقسم الجوائز إلى قسمين: جوائز محلية، وجوائز عالمية. والجوائز المحلية، هي التي تمنحها الدولة لأبنائها، الذين يخدمون العلم والثقافة في بلدهم. ومن ذلك جوائز الدولة التقديرية، وجوائز الدولة التشجيعية. وتمنح هذه الجوائز في كثير من البلاد العربية، كل سنة، وتكون لجان، لاختيار الذين يمنحون تلك الجوائز.

أما الجوائز العالمية، فتمنحها هيئات عالمية للأشخاص الذين يخدمون الإنسانية في جميع أنحاء العالم، في مجالات العلوم والآداب وغيرها. ومن الجوائز العالمية المشهورة؛ جوائز الملك فيصل العالمية، التي تمنحها مؤسسة الملك فيصل الخيرية، بالمملكة العربية السعودية. وهناك جوائز نوبل العالمية. وتكون كل مؤسسة، أو هيئة لجاناًا، وتضع شروطًا؛ لمنح جوائزها.
جائزة الملك فيصل العالمية

تمنح مؤسسة الملك فيصل الخيرية، منذ عام 1397هـ، خمس جوائز عالمية، في خمسة مجالاا، هي: خدمة الإسلام، والدواسات الإسلامية، والأدب العربي، والطب، والعلوم. وتتكون الجائزة من شهادة، تحمل اسم الفائز، وملخصًا للعمل الذي حصل به على الجائزة، وميدالية ذهبية، ومبلغ 750.000ريال.

فاز بجوائز الملك فيصل كثير من العلماء، من الشرق والغرب. ومن أشهر الذين نالوا جائزة خدمة الإسلام: أبو الأعلى المودودي من باكستان، وأبو الحسن الندوي من الهند، وأحمد ديدات من جنوب إفريقيا، وعبد العزيز بن باز من السعودية. ومن الذين حصلوا على جائزة الدراسات الإسلامية: فؤاد سزكين من تركيا، ويوسف القرضاوي من مصر، ومصطفى الزرقاء من سوريا. ومن الذين حصلوا على جائزة الملك فيصل في الأدب العربي: عبد السلام هارون، وعائشة عبد الرحمن من مصر، وناصر الدين الأسد من الأردن، وعبد الله الطيب من السودان.

من الذين حصلوا على جائزة الطب: مايكل فيلد من أمريكا، وماريو رينريتو من إيطاليا، وألبرت رينولدز من سويسرا. ومن أشهر الذين نالوا الجائزة في العلوم: أحمد زويل من أمريكا، وهو مصري الأصل. ومايكل عطية من بريطانيا، وهو مولود في السودان، وهيربرت فالتر منألمانيا.
الصحة بين الماضي والحاضر
كانت علامة الصحة - في الماضي - أن يكون الإنسان سمينا، كثير اللحم والشحم، فالإنسان السمين هو الصحيح، والإنسان النحيف هو المريض. وكان الناس يأكلون كثيرا إذا وجدوا الطعام. وكان الرجال يفضلون الزواج بالمرأة السمينة، ولا يحبون الزواج بالمرأة النحيفة.
تقدم الطب كثيرا الآن، وظهر أن هناك أمراضا تصيب الشخص السمين، وهي أمراض خطيرة، مثل: أمراض القلب، والسكري، وضغط الدم. لقد أصبحت البدانة - اليوم - علامة على المرض، وأخذ الناس يتبعون الحمية، فيتناولون طعاما قليلان ويبتعدون عن السكريات والدهون والنشويات.
وأصبح الأطباء يحذرون الناس من الطعام الأبيض، والحليب كامل الدسم قائلين: ابعتد عن السكر. ضع قليلا منه في الطعام. لا تأكل الخبز الأبيض، كل الخبز الأسمر. لا تأكل الأرز الأبيض، كل الأرز الأسمر. وأصبح الناس يتبعون الحمية، فيأكلون قليلا من اللحم الأحمر، والبيض، ويتناولون كثيرا من السمك والدجاج والخضراوات، والفواكه.
نهى الأسلام عن الأسراف في الطعام، لأن الأكل الكثير يضر الإنسان. قال تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين). وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : "ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه".
أركان الإسلام الخمسة
قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - (بني الإسلام على خمس: شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان). وهذا تعريف بأركان الإسلام.
الركن الأول: الشهادتان (لا إله إلا الله محمد رسول الله). وهما مفتاح الدخول إلى الإسلام، فمن قالهما، فقد دخل في الإسلام.
الركن الثاني: الصلاة، وهي عمود الدين. قال صلى الله عليه وسلم: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله). وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم: (أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله). والصلوات خمس: صلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء. وللصلاة أوقات معينة. قال تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا).
الركن الثالث: الزكاة، وهي ما يخرجه المسلم من المال إلى الفقراء. قال تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها).
الركن الرابع: الصيام، وهو أن يترك الإنسان شهوتي البطن والفرج، من الفجر إلى غروب الشمس. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). وللصائم أجر عظيم. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
الركن الخامس: الحج، ويكون في مكة لأداء المناسك. قال تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا). ويجب الحج على المسلم مرة واحدة في العمر لمن استطاع إليه سبيلا.
وسائل النقل والاتصال قديمًا وحديثًا

يتكون العالم من ست قارات، ويبلغ عدد سكانه أكثر من ستة مليارات إنسان. هذا العالم الواسع، أصبح قرية صغيرة. كيف صار ذلك؟! هناك سببان، أولهما: وسائل النقل الحديثة، وثانيهما، وسائل الاتصال الحديثة.

كانت وسائل النقل في العصور القديمة بطيئة جدًّا، وكان الناس يسافرون مشيًا على الأقدام، ويحملون حاجتهم على ظهورهم أو رؤوسهم. ثم أخذ الناس يستعملون الحيوانات؛ كالجمال والبغال والحمير في نقل حاجاتهم. بعد مدة، صنع الإنسان عربات صغيرة، لها أربع عجلات، تسير دون محرك، ثم صنعت بعد ذلك المراكب الشراعية، التي تسير على الماء.

صنع الإنسان في العصر الحديث مركبات، تعمل بالمحركات، فظهر كثير من وسائل النقل الحديثة؛ مثل: السيارات، والقطارات، والسفن، والطائرات. جعلت هذه الوسائل العالم قرية صغيرة؛ فالإنسان ينتقل في ساعات، من بلد إلى بلد، ومن قارة إلى قارة. وهذا يختلف عما كان في الماضي، حيث كان الإنسان يحتاج إلى أيام وشهور، لينتقل من مدينة إلى مدينة.

أما السبب الثاني، الذي جعل العالم قرية صغيرة، فهو وسائل الاتصال الحديثة مثل: الصحف، والهاتف، والإذاعة، التلفاز، والحاسوب، والشبكة الدولية التي جعلت الإنسان يعرف أولا بأول، ما يحدث في جميع بلاد العالم. كانت وسائل الاتصال في العصور القديمة بطيئة جدا، فالإنسان يرسل الأخبار والمعلومات، عن ظريق صوت، أو عن طريق العدائين، أو عن طريق الحمام الزاجل. وكانت الأخبار تصل بعد مدة طويلة، وقد لا تصل في كثير من الأحيان.
من أضرار التدخين
انتشر التدخين، وكثرت نسبة المدخنين في هذا العصر، مما ينذر بازدياد المشكلات الصحية بينهم. فقد أظهرت دراسات كثيرة أن التدخين يعرض الصحة لكثير من الأخطار، وأنه سبب لكثير من الأمراض، مثل: أمراض القلب، وسرطان الرئة، والالتهاب الرئوي، كما أنه يسبب الشيخوخة، ويزيد نسبة الوفيات.
صحيح أن كل شيء بقضاء الله، وأن الموت والحياة والمرض والصحة، كلها بيد الله، ولكن يجب أن نتذكر دائما، أن الله سبحانه وتعالى يقول: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة). ويقول: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما). والتدخين قتل للنفس، وانتحار بطيء، كما أنه ضرر بإجماع الأطباء والعقلاء. والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا ضرر ولا ضرار"، وقد لوحظ أن نسبة وفاة المدخنين تزداد بازدياد استهلاك السجائر.
طبقا لتقرير منظمة الصحة العالمية، فإن التدخين أخطر وباء عرفه الجنس البشري، والوفيات الناتجة عنه تعد أكثر الوفيات التي عرفها تاريخ الأوبئة وخصوصا في الدول الفقيرة، حيث تنشر شركات التبغ دعاياتها، وتبيع أسوأ أنواع السجائر وأخطرها.
وفي كل هذا دليل على خطر التدخين على البشرية، فهل يدرك صغار الشباب - بصفة خاصة - ما ينتظرهم من أخطار وأضرار، إذا مارسوا التدخين، وأقدموا عليه؟!
نتيجة لكل ما سبق، فإن المدخن يقتل نفسه بنفسه، كما ثبت أن ضرر التدخين يتعدى المدخنين أنفسهم إلى بقية أفراد المجتمع من المجاورين للمدخنين، فالتدخين ضرر متعد، لأن الدخان المتصاعد من أفواه المدخنين، يستنشقه من حولهم دوان اختيار منهم. والحرية الشخصية هنا تتعارض مع حقوق المجتمع. وكم من حريق شب بسبب المدخنين، وكانت أضراره جسيمة.
ينفق المدخنون أموالا كثيرة على السجائر، ولا يأخذون مقابل ذلك إلا ضررا وخسارة. وقد وجد أن ما ينفقه 60 مليون مدخن في أمريكا، يكلف 4 مليارات دولار في العام. وتزداد المصيبة عندما يكون المدخنون من الأسر الفقيرة، التي تستهلك السجائر أكثر دخلها، فتترك هذه الأسر الأشياء الضرورية، وتشتري السجائر، وفي هذا إضاعة للمال، وقد نهى الإسلام الإنسان عن إضاعة المال، فيما لا فائدة فيه.
لكل هذه الأسباب، وغيرها، جاء الدين الإسلامي بالنهي عن التدخين وتحريمه، لأنه بهذه الصفة لا يكون من الطيبات التي أحلت لبني آدم، بل هو من الخبائث التي حرمت عليهم. قال الله تعالى: (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث).
اختيار الزوجة
منذ أن خلق الله آدم، وكتب عليه أن يعيش على الأرض، هو وذريته من بعده، والزواج أمر ضروري لاستمرار الحياة، حيث يشعر الرجل بالحاجة إلى المرأة، وتشعر المرأة بالحاجة إلى الرجل، فكلا هما يحتاج إلى الآخر. فالطعام والشراب، والسكن لا يغني عن الزواج. وهذا دليل على أهمية الزواج، الذي لا يستغني عنه عاقل.
الإسلام يسمو بالزواج عن الحيوانية، ويجعله اتصالا كريما بين الرجل والمرأة، يناسب كرامة الإنسان، وفضله على سائر المخلوقات، ويحقق المعاني الإنسانية المقصودة من الزواج يقول الله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
اختيار الزوجة أهم مرحلة قبل الدخول في الحياة الزوجية. ذلك لأن الزواج رابطة وثيقة، وعلاقة إنسانية. وعملية الاختيار تحتاج إلى جهد، للعثور على الشريك المناسب. واختيار الزوج أو الزوجة خطوة من أهم الخطوات التي يتخذها الإنسان في حياته، فإن من يختارها الرجل، لتكون شريكة حياته، ستكون جزءا منه، وأما لأولاده، وربة لبيته.
وضع الإسلام قواعد لاختيار الزوج والزوجة الصالحة، فعلى سبيل المثال، فإن أهم صفة للزوجة، أن تكون ذات دين، يدفعها إلى أداء الحقوق التي عليها، ويمنعها من طلب ما ليس لها. وفي وصف المرأة الصالحة، يقول الله جل جلاله: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)[النساء 34].
وفيها يقول الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - : "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين، تربت يداك". وذات الدين يطمئن إليها القلب، ويأمنها المرء على نفسه وماله، وعلى نفسها أيضًا.
والمرأة لا ينبغي لها أن تقبل من الأزواج، إلا من هو على خلق ودين. يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض". وعلى الولي أن يستأذن موليته إن كانت بكرا، ويستأمرها إن كانت ثيبا.
ومن أهم صفات من يختارها الرجل زوجة له، أن تكون ذات خلق حسن، فتحب زوجها، وفي ذلك يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : "تزوجوا الودود". والزوجة العاقلة ذات الخلق الحسن، والتربية الحسنة، تعامل زوجها معاملة حسنة، وتجنبه المشكلات.
وبعد موافقة كلا الطرفين على الآخر، واطمئنان أحدهما إلى شريك حياته، أباح الإسلام للخاطب والمخطوبة أن يرى أحدهما الآخر. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر منها، إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل".
الترويح في الإسلام
النفس الإنسانية تمل من الجد والعمل، ويدخلها السأم من كثرة العمل. لهذا تجيز تعاليم الإسلام للإنسان أن يروح عن نفسه، من وقت لآخر،باللهو المباح، ويمارس من الأنشطة الترويحية المباحة، ما يعود عليه بالفوائد الجسمية، والروحية، والعقلية، ويجدد نشاطة في الحياة، ويدفعه إلى مزيد من العمل والعبادة.
ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة. فقد كان يضحك ويمزح بالقول الصادق، فقد قال له الصحابة، رضوان الله عليهم: إنك لتداعبنا. فقال لهم - عليه الصلاة والسلام - : "إني لا أقول إلا حقا".
وقد جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أن امرأة عجوزا أنصارية، جاءته تقول: "ادع الله أن يدخلني الجنة". فقال لها: "يا أم فلان، إن الجنة لا تدخلها عجوز". فأخذت المرأة تبكي، فلما رأى ذلك منها تبسم وقال لها: "أما قرأت قول الله تعالى: (إنا أنشأناهن إنشاء. فجعلناهن أبكار. عربا أترابا).
وجاء رجل يطلب منه أن يتصدق عليه ببغير يركبه، فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم - : "إني حاملك على ولد الناقة". فقال له الرجل: يا رسول الله، وما أصنع بولد الناقة؟ فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم - : "وهل تلد الإبل إلا النوق؟!"
وكان الصحابة - رضي الله عنهم - مع الجد والاجتهاد، يتمازحون فيما بينهم، ويروحون عن أنفسهم، بممارسة بعض الأنشطة المباحة، ولم ينقص ذلك من أقدارهم. يقول علي بن أبي طالب: "إن القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة".
وأجاز الإسلام من الأنشطة الترويحية، ما يتفق مع قيمه وأخلاقه وآدابه، ولم يجعل الهدف من ممارسة النشاط الترويحي، شغل أوقات الفراغ، بل جعل الهدف استثمار أوقات الفراغ، ليجدد النشاط، وليعين على الحياة.
ليس معنى إباحة الترويح، أن تصبح الحياة كلها هزلا، وأن تتغلب روح المرح على روح الجد، وتضيع تبعا لذلك عناصر القوة، ويتخلف المسلمون عن القيام بواجبهم، ويقضى على عوامل المحبة والأخوة بينهم، ويصبح المجتمع لهيا عابثا، فالحياة أغلى من أن تضيع في لهو عابث، وتهدر في باطل لا خير من ورائه، لذلك يجب ألا يأخذ الترويح إلا قليلا من الوقت والجهد.
إن الإسلام عندما أباح الترويح بالمزاح والمداعبة، لم يقصد بعض الأساليب المنتشرة في مجتمعاتنا المعاصرة التي تؤدي أحيانا إلى إيذاء الآخرين، عن طريق السخرية منهم. فالله سبحانه وتعالى ينهانا عن السخرية من الآخرين. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب). كما حذرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الكذب في المزاح والمداعبة، وعند إضحاك الآخرين. فقال عليه الصلاة والسلام: "ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ويل له".
مدن إسلامية
قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى". والمسجد الحرام في مكة، ومسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - في المدينة، والمسجد الأقصى في القدس. وهذه المساجد هي أهم معالم هذه المدن.
مكة المكرمة: أشهر مدن العالم الإسلامي، تهفو إليها قلوب المسلمين جميعا من شتى بقاع الأرض، خصها الله بالتكريم عبر مختلف العصور، وأقسم بها في قوله تعالى: (لا أقسم بهذا البلد. وأنت حل بهذا البلد). وهي مسقط رأس الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - ومبعثه. فيها نزل الوحي، ومنها انتشر نور الحق، يبذد الكفر في كل مكان. يقصدها ملايين الحجاج كل عام، لأداء فريضة الحج، ويأتبها المعتمرون من أرجاء العالم الإسلامي.
وفي مكة الكعبة المشرفة، والمسجد الحرام، وهو أول بيت وضع للناس قال تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين). وقد بنى الكعبة نبي الله إبراهيم، وابنه إسماعيل في مكان تحيط به الجبال. قال تعالى: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا). وفي مكة من المشاعر المقدسة: منى، ومذدلفة، وعرفات، والصفا، والمروة، وزمزم.
المدينة المنورة: تعد المدينة المنورة المدينة الإسلامية الثانية بعد مكة، إذ يوجد فيها مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه".
بدأ تاريخ المدينة المجيد، في العصر الإسلامي بعد هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إليها. ومنذ ذلك اليوم، صارت المدينة مقرا للإسلامي، ومصدرا للنور الذي انطلق، لينير العالم بنور الإيمان والهدى. وفي المدينة مسجد قباء، أول مسجد أسس على التقوى. وفيها جبل أحد الذي وقعت عنده غزوة أحد.
القدس: القدس هي المدينة الثالثة عند المسلمين، لأن فيها المسجد الأقصى المبارك، الذي أسرى الله برسوله إليه من المسجد الحرام، قال تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير). والمسجد الأقصى، أولى القبلتين، وقد بقي قبلة للمسلمين حتى السنة الثانية للهجرة، حيث تحولت القبلة إلى المسجد الحرام، كما قال تعالى: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره).
القدس عاصمة فلسطين، اغتصبها اليهود عام 1948م، وقد قسمت إلى قسمين: هما القدس الشرقية القديمة، وفيها المسجد الأقصى، وقد ظلت جزءا من الضفة الغربية في المملكة الأردنية الهاشمية إلى أن وقع عدوان اليهود عليها سنة 1967م فاحتلتها إسرائيل، ضمن ما احتلت من الأراضي العربية. والقدس الغربية الجديدة، وهي تحت الاحتلال اليهودي منذ عام 1948م.
الباحث عن الحقيقة
تحدث سلمان الفارسي عن قصة بحثه عن الحقيقة وإسلامه، فقال:
كنت مجوسيا من أهل أصبهان، وكنت قاطن (المقيم عند) النار التي نوقدها، فسألت النصارى حين أعجبني أمرهم، وصلاتهم عن أصل دينهم، فقالوا: في الشام. فانطلقت إلى الشام، وأقمت مع الأسقف صاحب الكنيسة؛ أخدم، وأصلي، وأتعلم. وكان هذا الأسقف رجل سوء في دينه، ثم مات. وجاؤوا بآخر خيرا منه، فلما حضرته الوفاة، قلت له: إلى من توصي بي؟ قال: أي بني، ما أعرف أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه، إلا رجلا بالموصل. فلما توفي (مات)، أتيت صاحب الموصل، وأقمت معه، ثم حضرته الوفاة، فسألته فدلني على عابد في نصيبين، فأتيته وأقمت معه فلما حضرته الوفاة، سألته، فدلني على رجل من عمورية فرحلت (سافرت) إليه، وأقمت معه، ثم حضرته الوفاة، فقلت له: إلى من توصي بي؟ فقال لي: يا بني ما أعرف أحدا على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه، ولكن هذا زمان نبي يبعث بدين إبراهيم حنيفا، يهاجر إلى أرض ذات نخل بين حرتين، فاذهب إليه إن استطعت. وإن له آيات لا تخفى: فهو لا يأكل الصدقة، ويقبل الهدية، وإن بين كتفيه خاتم النبوة، إذا رأيته عرفته. ومربي ركب، وذهبت معهم حتى وصلوا إلى وادي القرى فظلموني، وباعوني إلى رجل من يهود، فباعني إلى رجل من يهود بني قريظة. ثم خرج بي حتى قدمت المدينة فوالله ما هو إلا أن رأيتها، حتى أيقنت أنها البلدة التي وصفت لي، وأقمت معه أعمل له في نخله في بني قريظة، حتى بعث الله رسوله، وحتى قدم "المدينة" ونزل بقباء. وإني لفي رأس نخلة يوما، وصاحبي (سيدي) جالس تحتها، إذ أقبل رجل من يهود، من بني عمه، فقال يخاطبه: قاتل الله بني قيلة (أم الأوس والخزرج)، إنهم ليتقاصفون (يزدحمون) على رجل بقباء، قادم من مكة يزعمون أنه نبي فوالله ما هو إلا أن قالها حتى أخذتني رعشة. فرجفت النخلة، حتى كذت أسقط فوق صاحبي، ثم نزلت سريعا، أقول: ماذا تقولون؟ ما الخبر؟ فرفع سيدي يده وضربني، ثم قال: ما لك ولهذا؟ أقبل على عملك. فأقبلت على عملي، ولما أمسيت جمعت ما كان عندي، ثم خرجت حتى جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقباء، فدخلت عليه، ومعه بعض أصحابه، فقلت له: إنكم أهل حاجة وغربة، وقد كان عندي طعام نذرته للصدقة، فلما ذكر لي مكانكم، رأيتكم أحق الناس به، فجئتكم به. ثم وضعته، فقال الرسول لأصحباه: كلوا باسم الله، وأمستك هو فلم يبسط إليه يدا. فقلت في نفسي هذه والله واحدة، إنه لا يأكل الصدقة! ثم رجعت وعدت إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الغداة، أحمل طعاما وقلت له عليه السلام: إني رأيتك لا تأكل الصدقة. وقد كان عندي شيء أحب أن أكرمك به هدية ووضعته بين يديه، فقال لأصحابه: كلوا باسم الله، وأكل معهم. قلت لنفسي: هذه والله الثانية؛ إنه يأكل الهدية! ثم رجعت فمكثت ما شاء الله، ثم أتيته، فوجدته في البقيع قد تبع جنازة، وحوله أصحابه فسلمت عليه، ثم عدلت لأنظر أعلى ظهره، فعرف أني أريد ذلك، فألقي بردائه عن كاهله، فإذا العلامة بين كتفيه، خاتم النبوة، كما وصفه لي صاحبي، فأكببت عليه أقبله وأبكي، ثم دعاني - عليه الصلاة والسلام - فجلست بين يديه، فحدثني حديثي كما أحدثكم الآن، ثم أسلمت.
المدارس والمعاهد العلمية
لم يكن المسجد في الماضي مكان عبادة فقط؛ بل كان مدرسة يتعلم فيها المسلمون القراءة والكتابة والقرآن وعلوم الشريعة، واللغة والعلوم المختلفة. ثم أقيم الكتاب بجانب المسجد، وخصص لتعليم القراءة والكتابة والقرآن، وشيء من علوم العربية.
كان الكتاب يشبه المدرسة الابتدائية في عصرنا الحاضر، وكان من الكثرة بحيث كان هناك نحو ثلاثمئة كتاب في المدينة الواحدة. وكان الكتاب الواحد يضم - أحيانا - مئات أو آلافا من الطلاب.
ثم قامت المدرسة بجانب الكتاب والمسجد، وكانت الدراسة فيها تشبه الدراسة الثانوية والعالية في عصرنا الحاضر، وكان التعليم فيها مجانا. ولم يكن التعليم فيها خاصا بطائفة من الناس، بل كان يجلس المدارس ابن الفقير بجانب ابن الغني، وابن التاجر بجانب ابن الصانع والمزارع. وكانت الدراسة فيها قسمين: قسما داخليا للغرباء أو الذين لا تساعدهم أحوالهم المادية، على أن يعيشوا على نفقات آبائهم، وقسما خارجيا لمن يريد أن يرجع في المساء إلى بيت أهله. وكان الطعام يقدم مجانا للطالب في القسم الداخلي، وفيه يعبد الله، ويطالع، وينام. وبذلك كانت كل مدرسة تحتوي على مسجد، وقاعات للدراسة، وغرف لنوم الطلاب، ومكتبة، ومطبخ وحمام. وكانت بعض المدارس تحتوي - فوق ذلك - على ملاعب للرياضة البدنية في الهواء الطلق.
وأفضل مثال لهذه المدارس الجامع الأزهر، فهو مسجد تقام فيه حلقات للدراسة، تحيط به من جهاته المتعددة غرف لسكن الطلاب تسمى بالأروقة، يسكنها طلاب كل بلد بجانب واحد، فهناك رواق للشاميين، ورواق للمغاربة، ورواق للأتراك، ورواق للسودانيين، وهكذا. ولا يزال طلاب الأزهر حتى اليوم، يأخذون رواتب شهرية مع دراستهم المجانية من ربح الأوقاف، التي أوقفت على طلاب العلم بالأزهر.
كان رؤساء المدارس من خيرة العلماء وأكثرهم شهرة. ولم يكن المدرسون في صدر الإسلام يأخذون أجرا على عملهم. وبعد أن اتسعت الحضارة، وبنيت المدارس، وأوقف لها الأوقاف، جعل للمدرسين فيها رواتب شهرية، تختلف كثرة وقلة بحسب البلاد والمدارس والأوقاف، ولكنها على كل حال كانت كافية، ليعيش المدرس حياة طيبة. ولم يكن يجلس للتدريس إلا من شهد له الشيوخ بالكفاءة. وقد كان النظام في عصر الإسلام الأول، أن يسمح الشيخ للتلميذ بالانفصال عن حلقة، وإنشاء حلقة خاصة، أو أن يعهد برئاسة الحلقة إليه بعد وفاته.
وكانت المدارس أنواعا؛ فمنها مدارس لتدريس القرآن الكريم وتفسيره وحفظه وقراءته، ومنها مدارس للحديث خاصة، ومنها - وهي أكثرها - مدارس للفقه، فقد كان لكل مذهب فقهي مدارس خاصة به، ومنها مدارس للطب، ومنها مدارس للأيتام. ويذكر النعيمي في كتابه (الدارس في تاريخ المدارس) - وهو من علماء القرن العاشر الهجري - أسماء مدارس دمشق، وفيها وحدها سبع مدارس للقرآن الكريم، وللحديث ست عشرة مدرسة، وللقرآن والحديث معا ثلاث مدارس، وللفقه الشافعي ثلاث وستون مدرسة، وللفقه الحنفي اثنتان وخمسون مدرسة، وللفقه المالكي أربع مدارس، وللفقه الحنبلي إحدى عشرة مدرسة، هذا غير مدارس الطب وغيره من العلوم.
طبقات الأصدقاء
خذ قلما وورقة، وحاول أن تكتب اسماء أصدقائك جميعا أيها الشاب، ثم صنفهم أصنافا؛ تجد منهم من ليسوا أصدقاء على التحقيق. فمنهم رفيق تقابله كل يوم أمامك في السيارة، أو الحافلة، يحييك فتحييه. ومنهم رفيق العمل، فترى مكتبه بجانب مكتبك.
فإذا أردت الصفة التي تجمع خلال الخير، والعمل الذي يصلح الأعمال كلها، فاكتب اسماء أصدقائك وأصحابك، وانظر إلى كل واحد منهم: هل هو صالح في نفسه، أم هو غير صالح، وهل هو مخلص لصديقه، أم هو لا يهتم إلا بنفع نفسه. وهل هو مؤنس لجليسه، أم هو مزعج؟ فإذا فعلت ذلك، رأيت الأصدقاء أنواعا:
• وجدت فيهم من هو صائم مصل له سمت المتقين، وزي الصالحين، ولكنه يتخذ ذلك سلما للدنيا وشبكة للمال، ووجدت حقيقته تكذب ظاهره، فإذا عاهدته خانك، وإن عاملته غشك.
• ووجدت فيهم من يبدو أنه صادق المعاملة، أمين اليد، لكنه لا يصوم، ولا يصلي، وليس له من الدين إلا اسمه؛ فهو يفسد عليك دينك.
• ووجدت فيهم من هو صالح متعبد، أمين صادق المعاملة، ولكنه صاحب شهوة، لا حديث له إلا عنها، فهو يؤذيك بإثارة الخامد من رغبتك.
• ووجدت من هو صالح في نفسه، أمين في معاملته، لكنه لا ينفع صديقا، ولا يسعد صاحبا.
• ووجدت من يخدم صديقه ويسره، لكنه لا يبالي في خدمته ومسرته أن يعطيه من دينه، فيخون من أجله أمانته؛ فيأخذ بيدك حتى يدخلك معه جهنم.
• ووجدت من هو دين في نفسه، معين لصديقه، واقف عند حدود الله، لكنه يجهل طرائق المعاشرة.
• ووجدت من هو أحمق، أو فاحش.
• ووجدت من يصادقك لحسبك، أو منصبك، فهو يتخذك زينة ليومه، وعدة لغده، فأنت عنده حلية تجمل الجدار.
• ووجدت فيهم من هو صالح في نفسه، أمين في معاملته، صادق في قوله، ينفع صديقه، ويسعد صاحبه، فاظفر به.
والخلاصة أن الأصحاب خمسة: فصاحب كالهواء لا يستغنى عنه. وصديق كالغذاء لا يعيش الإنسان إلا به، ولكن ربما ساء طعمه، أو صعب هضمه، وصاحب كالدواء مر كرية، لكن لا بد منه أحيانا، وصاحب كالخمر تلذ لشاربها، ولكنها تودي بصحته وشرفه. وصاحب كالبلاء.
أما الذي كالهواء فهو يفيدك في دينك، وينفعك في دنياك. وأما الذي هو كالغذاء، فهو الذي يفيدك في الدنيا والدين، لكنه يزعجك أحيانا بغلظته، وجفاء طبعه. وأما الذي هو كالدواء، فهو الذي تضطرك الحاجة إليه، وينالك النفع منه، ولا يرضيك دينه، ولا تسليك عشرته. وأما الذي هو كالخمر، فهو الذي يبلغك لذتك، وينيلك رغبتك، ولكن يفسد خلقك، ويهلك آخرتك. وأما الذي هو كالبلاء، فهو الذي لا ينفعك في دنيا ولادين، ولا يمتعك بعشرة، ولا حديث، ولكن لا بد لك من صحبته.
عليك أن تجعل الدين مقياسا، ورضا الله ميزانا، فمن كان يفيدك في دينك، فاستمسك به، إلا أن يكون ممن لا تقدر على عشرته. ومن كان لا يرضيك فاتركه، إلا أن تكون مضطرا إلى صحبته، فتكون هذه الصحبة ضرورة، بشرط ألا تجاوز في هذه الصحبة حد الضرورة. وأما الذي لا يضرك في دينك، ولا ينفعك في دنياك، ولكنه ظريف ممتع، فاقتصر منه على الاستمتاع بظرفه، على ألا تمنعك هذه الصحبة من الواجب، ولا تمشي بك إلى عبث، أو إثم.
العولمة
هناك من يرى في العولمة دعو إلى تقسيم العمل، وانتشار التقانة الحديثة من مراكزها في العالم المتقدم اقتصاديا، إلى أقصى أطراف الأرض، ومن ثم زيادة الإنتاج. وهو في سبيل ذلك، مستعد لأن يغفر للعولمة أي تأثير سلبي، يمكن أن ينتج عنها على الهوية الثقافية. بل هو مستعد للقول، بأن هذا الأثر السلبي على الهوية يسير، بل قد يذهب إلى القول، بأن الهوية الثقافية سوف تفيد من العولمة.
وهناك المفتونون بالمدنية الغربية بوجه عام، ليس بنالحعل المادي فقط، بل في مجال نقل المعلومات وتخزينها وتوفيرها، وبما حققه الغرب في المجال السياسي والاجتماعي والثقافي. أولئك المفتونون بالديموقراطية الغربية، وبالعلاقات الاجتماعية الغربية، وبالإنتاج الثقافي في الغرب، ويتمنون لشعوبهم سرعة اللحاق بكل هذه الإنجازات، ويجدون في العولمة السبيل إلى ذلك. ومن هؤلاء من لا تثير لديهم مسألة الهوية الثقافية إلا السخرية؛ فهي عندهم تعني التخلف والجهل والفقر.
هناك أيضا الكارهون للعولمة، ولديهم أسباب لهذه الكراهية؛ فهناك من يكرهها لأن فيها مزيدا من الاستغلال الاقتصادي، وهذا ما تفعله الاستثمارات الأجنبية الخاصة، عندما تترك بلادها، وتذهب لاستغلال العمالة الرخيصة في البلاد الأقل نموا، كشركات الأدوية الكبيرة التي تريد أن تفتح لها كل بلاد العالم أبوبها؛ لتحقق مزيدا من الربح على حساب مستهلكي هذه الأدوية ومنتجيها. نعم، الهوية الثقافية لابد أن تعاني من ذلك، ولكن المعاناة هنا ليست إلا نتيجة للاستغلال الرأسمالي، إذ تحمل كل هذه الاستثمارات الأجنبية، وهذه السلع المستوردة ثقافة تختلف عن ثقافات الأمم المستوردة لها، فتحقق مزيدا من الأرباح المادية والثقافية. وحاية الهوية الثقافية واجبة في نظر هؤلاء.
وهناك من يكره العولمة لا لسبب اقتصادي، بل لسبب ديني؛ فالعولمة آتية من مراكز دينها غير ديننا، بل هي قد تنكرت للأديان كلها، وآمنت بالعلمانية التي لا تختلف كثيرا، في نظر هؤلاء، عن الكفر. ومن ثم ففتح الأبواب أمام العولمة، هو فتح الأبواب أمام الكفر. والغزو هنا في الأساس ليس غزوا اقتصاديا، بل هو غزو ديني. والهوية الثقافية المهددة هنا هي دين الأمة وعقيدتها، وحماية الهوية معناها في الأساس الدفاع عن الدين.
وهناك، من ناحية أخرى، من يرى أن العولمة ليست غزوا اقتصاديا، أو غزوا علمانيا، بل غزو قومي. صحيح أن هذا الغزو يتضمن استغلالا اقتصاديا، وصحيح أنه يهدد دين الأمة التي يجري غزوها. ولكن هذا وذاك ليسا إلا جزأين من ظاهرة أوسع، وهما مرفوضان لسبب أكبر وأشمل. فالاستقلال الاقتصادي ليس مطلوبا لمنع الاتغلال فقط، بل مطلوب لتحقيق نهضة شاملة للأمة. والعولمة كذلك تهديد للدين والعقيدة، ولقيم الأمة.
إن كلا من المواقف المؤيدة والرافضة للعولمة، يحمل في رأي البعض جزءا من الحقيقة. نعم، إن العولمة قد تؤدي إلى زيادة الإنتاج، والعولمة قد تمثل تقدما في بعض القدرات المهمة للإنسان، وفي بعض أنواع الإنتاج العلمي والفني. ولكن العولمة تتضمن، بلا شك، اتجاها نحو السيطرة الاقتصادية من جانب الشركات الكبيرة للمستضعفين في الأرض. والتنافس في هذا الصراع لن يرحم الضعفاء، بل يعادي معتقداتهم ومقدساتهم. والعولمة، بلا شك، تهدد أنماط الحياة الخاصة بالأمم المحافظة، لصالح نمط معين للحياة، هو السائد في الدول القوية.

Tidak ada komentar: